يعني بيقولك العيد التلات مع ان السعودية ح تفطر بكرة ... قالها الراجل الجالس في اخر القهوة..و هو بيشد نفس من الشيشة التفاح و يترصد كل من يدخل و يخرج من القهوة...و اكمل
علي كدة احنا صمنا غلط و لا ايه يا رجالة؟؟
بالعكس بقي.ده احنا اللي صح... و هما اللي اتفزلكوا و شافوا عطارد مش الهلال..اهو حتي بص الجرنال بيقولك كدة..بص معايا.. و مال عليه راجل في الثلاثينيات من عمره و بيده جريدة ما..متقمصا دور المحلل الاستراتيجي
يعني العالم دي كلها صامت غلط و لا ايه؟؟ ذنب مين ده بقي؟
فرد عليه الشاب الملتحي و هو يلقي بالزهر :يا سيدي ده اجتهاد مفتي..و مش عليك غير انك تتبع مفتي بلدك و معلكش اثم ان شاء الله...و حتي هو مجتهد يعني معليهوش ذنب
ماشي يا عم المفتي... اهو رمضان خلص و عدا و لا حسينا بيه..وكل سنة و انتم طيبين..كان رد صديقه العجوز وهو يراقب زهر الطاولة بينهما
همهمات التهنئة.. و عادالرجل ليقول : و انت بالصحة و السلامة... بس تصدق ان فعلا رمضان و العيد مالهومش طعم السنة دي..مش عارف ليه كدة!!.
ومع دخان الشيشة, قال العجوز : الناس قرفانة يا عمي.. حال البلد في النازل و الناس نسيت الفرح..و مبقاش حد عارف يفرح.. فين ايام ما كنا نشوف صواني الكحك نازلة الفرن.. و الستات نازلة تشتري المكسرات و الملبن و الدقيق و السمن بالكيلو و قاعدين ينقشوا و يعملوا... ايام بقي
شاب متزوج حديثا رد متهكما: يعملوا ايه يا جدو؟؟ كحك؟؟؟ ... و الله انت راجل طيب.. انا لسة مراتي قبل ما انزل بتقولي ايدك علي ميتين جنيه بالميت كدة..و قولتلها ليه يا ستي.. بتقولي ح انزل اجيب الكحك و البيتيفور.. ليه يعني.. يطلع بكام كيلو الكحك و كيلو البيتيفور يعني
انت مش عايش في الدنيا و لا ايه؟..ده كيلو البيتيفور وصل لاربعين جنيه دلوقتي و طالع..و طبعا شوف كام صنف ح تجيب.. بسكوت جوز هند و نشادر و كحك سادة للعيال..و كحك بملبن ..و بيتيفور اشكال و الوان.. كانت مداخلة جديدة من المحلل الاستراتيجي الرسمي للقهوة ..ونادي علي الحوافريت.. تعالي يا بني غير الحجر بلاش قلة مزاج
ضاحكا اضاف العجوز : اه بقي..و لازم من كل دول تجيب لحماتك و ليك و لوالدتك..احمد ربنا ان مراتك طلبت متين جنيه بس... و اعتلت الضحكات..و بدا القلق علي وجه الشاب مفكرا بالمصاريف القادمة
ترك الشاب الملتحي الطاولة فجأة و قام بتوزيع بعض المطبوعات علي زبائن القهوة..و سط استغراب البعض
ايه يا بني ده.... " ماذا بعد رمضان؟"..ايه ده؟؟
رد عليه الشاب: بعد ما خلص رمضان.. احنا كلنا في امتحان للايمان ان كنا ح نثبت علي الطاعة و لا دي كلها كانت مظاهر ايمانية للشهر الفضيل و السلام؟
تصدق عندك حق.. نص اللي كان مواظب علي صلاة الجماعة في المسجد في رمضان و لا حتلاقيهم من بعد صلاة العيد من بكرة.. كانوا واخدين العبادة منظرة.. الحاج رايح الجامع و جاي من الجامع..و في ايده سبحة.. بس روحانيات الشهر راحت.. و حترجع ريما لعادتها القديمة.. و الناس اللي قايمة نايمة و المصحف في ايدها ح يتركن علي تابلوه العربيه تاني
بدا الاسف علي الوجوه من النفاق السائد ..و استمر الشاب بتوزيع مطبوعاته الدينية.. و دخل احد الاصدقاء الدائميين للقهوة منهكا و القي السلام
و عليكم السلااااام و رحمة الله ... ايه يا معلم فينك..مستنينك من الصبح؟
اصل انا و الجماعة لسة كنا بنجيب لبس العيال..و الشوارع زحمة و الجو حار .. قالها و هو يمسح عرقه و يرتشف بعض الماء البارد
علي كدة احنا صمنا غلط و لا ايه يا رجالة؟؟
بالعكس بقي.ده احنا اللي صح... و هما اللي اتفزلكوا و شافوا عطارد مش الهلال..اهو حتي بص الجرنال بيقولك كدة..بص معايا.. و مال عليه راجل في الثلاثينيات من عمره و بيده جريدة ما..متقمصا دور المحلل الاستراتيجي
يعني العالم دي كلها صامت غلط و لا ايه؟؟ ذنب مين ده بقي؟
فرد عليه الشاب الملتحي و هو يلقي بالزهر :يا سيدي ده اجتهاد مفتي..و مش عليك غير انك تتبع مفتي بلدك و معلكش اثم ان شاء الله...و حتي هو مجتهد يعني معليهوش ذنب
ماشي يا عم المفتي... اهو رمضان خلص و عدا و لا حسينا بيه..وكل سنة و انتم طيبين..كان رد صديقه العجوز وهو يراقب زهر الطاولة بينهما
همهمات التهنئة.. و عادالرجل ليقول : و انت بالصحة و السلامة... بس تصدق ان فعلا رمضان و العيد مالهومش طعم السنة دي..مش عارف ليه كدة!!.
ومع دخان الشيشة, قال العجوز : الناس قرفانة يا عمي.. حال البلد في النازل و الناس نسيت الفرح..و مبقاش حد عارف يفرح.. فين ايام ما كنا نشوف صواني الكحك نازلة الفرن.. و الستات نازلة تشتري المكسرات و الملبن و الدقيق و السمن بالكيلو و قاعدين ينقشوا و يعملوا... ايام بقي
شاب متزوج حديثا رد متهكما: يعملوا ايه يا جدو؟؟ كحك؟؟؟ ... و الله انت راجل طيب.. انا لسة مراتي قبل ما انزل بتقولي ايدك علي ميتين جنيه بالميت كدة..و قولتلها ليه يا ستي.. بتقولي ح انزل اجيب الكحك و البيتيفور.. ليه يعني.. يطلع بكام كيلو الكحك و كيلو البيتيفور يعني
انت مش عايش في الدنيا و لا ايه؟..ده كيلو البيتيفور وصل لاربعين جنيه دلوقتي و طالع..و طبعا شوف كام صنف ح تجيب.. بسكوت جوز هند و نشادر و كحك سادة للعيال..و كحك بملبن ..و بيتيفور اشكال و الوان.. كانت مداخلة جديدة من المحلل الاستراتيجي الرسمي للقهوة ..ونادي علي الحوافريت.. تعالي يا بني غير الحجر بلاش قلة مزاج
ضاحكا اضاف العجوز : اه بقي..و لازم من كل دول تجيب لحماتك و ليك و لوالدتك..احمد ربنا ان مراتك طلبت متين جنيه بس... و اعتلت الضحكات..و بدا القلق علي وجه الشاب مفكرا بالمصاريف القادمة
ترك الشاب الملتحي الطاولة فجأة و قام بتوزيع بعض المطبوعات علي زبائن القهوة..و سط استغراب البعض
ايه يا بني ده.... " ماذا بعد رمضان؟"..ايه ده؟؟
رد عليه الشاب: بعد ما خلص رمضان.. احنا كلنا في امتحان للايمان ان كنا ح نثبت علي الطاعة و لا دي كلها كانت مظاهر ايمانية للشهر الفضيل و السلام؟
تصدق عندك حق.. نص اللي كان مواظب علي صلاة الجماعة في المسجد في رمضان و لا حتلاقيهم من بعد صلاة العيد من بكرة.. كانوا واخدين العبادة منظرة.. الحاج رايح الجامع و جاي من الجامع..و في ايده سبحة.. بس روحانيات الشهر راحت.. و حترجع ريما لعادتها القديمة.. و الناس اللي قايمة نايمة و المصحف في ايدها ح يتركن علي تابلوه العربيه تاني
بدا الاسف علي الوجوه من النفاق السائد ..و استمر الشاب بتوزيع مطبوعاته الدينية.. و دخل احد الاصدقاء الدائميين للقهوة منهكا و القي السلام
و عليكم السلااااام و رحمة الله ... ايه يا معلم فينك..مستنينك من الصبح؟
اصل انا و الجماعة لسة كنا بنجيب لبس العيال..و الشوارع زحمة و الجو حار .. قالها و هو يمسح عرقه و يرتشف بعض الماء البارد
واخبار السوق ايه و المحلات؟؟
الدنيا مولعة..و محدش بيشتري..و مافيش فرحة العيد خالص علي وشوش الناس.. ما الدنيا طول عمرها غالية..و كنا بندفع برده مضطرين..و نشتري.. بس كنا فرحانين.. معرفش مالنا ..محدش حاسس بفرحة ليه
فرحة ايه يا معلم و البلد منهوبة...و وارثنها و التعليم في الضياع..و ابنك مش عارف تجوزه..و بنتك عايز تسترها و خايف عليها من الزمن ده.....و اخلاق راحت من زمان... السعادة خرجت و لم تعد... تيجوش نعملها اعلان في باب المفقودين في الجرايد.. ابحث مع الشرطة و مكافأة مجزية لمن يجد السعادة؟!؛
هنا ضجت القهوة بالضحكات...و عادت اصوات الزهر و الطاولة و ايوووووووووة جاي
وانساب صوت ام كلثوم من الراديو و هي تشدو يا ليلة العيد
كل سنة و انتم طيبين
الدنيا مولعة..و محدش بيشتري..و مافيش فرحة العيد خالص علي وشوش الناس.. ما الدنيا طول عمرها غالية..و كنا بندفع برده مضطرين..و نشتري.. بس كنا فرحانين.. معرفش مالنا ..محدش حاسس بفرحة ليه
فرحة ايه يا معلم و البلد منهوبة...و وارثنها و التعليم في الضياع..و ابنك مش عارف تجوزه..و بنتك عايز تسترها و خايف عليها من الزمن ده.....و اخلاق راحت من زمان... السعادة خرجت و لم تعد... تيجوش نعملها اعلان في باب المفقودين في الجرايد.. ابحث مع الشرطة و مكافأة مجزية لمن يجد السعادة؟!؛
هنا ضجت القهوة بالضحكات...و عادت اصوات الزهر و الطاولة و ايوووووووووة جاي
وانساب صوت ام كلثوم من الراديو و هي تشدو يا ليلة العيد
كل سنة و انتم طيبين